الأحد، 27 يوليو 2014

قصص : عبدالسلام عبدة

قصص : عبدالسلام عبدة
ولادة
                                            -1-
هل فعلا،
بولادة الأبناء، يموت الآباء؟
الفجر دائما يقتل الليل،
والبدايات تمحق ما كان من الحكاوي،
الحب عدالة تلمسها القلوب،
بحبها تنبض حرة،
بحبها تموت حرة،
من يقرأ ترانيم الاستمرار،
غير أنثى مددها ذكر،
من يدلي بأسرار البقاء،
غير انتشاء اللواقح ساع البوح،
بين خمرة وجمرة،
تمضي الحياة الهوينى،
أو وميضا،
ليولد الأبناء،
وربما،
يموت الآباء....
                                            -2-
خارج المدينة،
عرى الوادي غارقة في دمس الليل،
ماء كسلان يهيب بالأحجار النائمة في وجل،
يبجها ثم يولي غير بعيد،
الأحجار مكومة لاتعير اهتماما لبقية الأشياء، فوق أكوام تراب بات مدرا، تدورت حفرة كبيرة ينبعث من جوفها دخان نار توشك أن تخمدها قدر ماء أفرت،
الرجل كان هناك،
بداخلها، تمدد بلا حراك،
تقاسيم وجه تنم عن حكايات بلا نهاية،
يمين تصلبت أصابعها على قنينة فارغة،
جسم محشو في معطف واسع كبير،
قدمان انحشرت كل واحدة منهما في نعل مختلف.
المرأة كانت هناك،
جنبه تكومت، ربما ضاجعها قبل حين،
ربما لم يضاجعها أبدا،
وكر حجري يواري سوآتهما من زمن بعيد، بعد أن يستنفذا كل قرش تسولاه في إحدى الخمارات من الدرجات الدنيا،
صمت الوادي بات منتهى ثمالة جارفة،
وحين ينبلج النهار، يقول الواحد منهما للآخر:
"من أنت؟ !!!"
                                              -3-
المرأة،
حامل كانت،
اندفع بطنها وهي مستلقية بلا سروال، وعلى فخديها علقت حبيبات رمل تبدو رطبة من سائل مدلوق، انجذب قميصها المتسخ إلى أعلى جسمها فبدت بوادر عانة كثة شديدة السواد... 
هامدة، تلهث، مرهقة لامحالة...
فجأة، وبلا مقدمات، انتفضت صارخة بكل قوة، صرخت، تأوهت، رددت اسم الله كثيرا، صرخت "الله !الله ! آآآربي !!! آآآآرببببي !!!
الرجل، بعينين ذابلتين، لحظها، وبتراخ هز أوصاله، تتقطع كانت من الألم، تقلبت أمامه في كل الاتجاهات، مالت يمه، حاولت شده فلم يزدها إلا عبئا،
استدار عكسها،
بدم بارد،
ربما من ثمالته،
ربما من لهاثها الذي يشبه الخوار،
تركها و عاد لنومته المبعثرة،
                                                      -4-
المرأة،
نصف عارية كانت،
راحت تحبو بوجعها خارج الركام.
الوادي كان كعادته، يحضن الليل ويغفوا في سكون، مترنحة تتمطى، دبت في كل مكان، كأنما توزع آلامها هنا وهناك، كأنما تتلمس في الدوران حول المكان كبحا لسكاكين المخاض التي تقطع أوصالها، ومن عمق الألم، كانت مرة مرة، تحس بقوة غريبة تتجمع من تلقاء نفسها، لتتحول دفعات قوية لذاك الكائن القابع في جوفها من شهور، تحسه يدعمها كي تتخلص من تقلبه الحارق في دواخلها الملتهبة، قوية كانت آخر مرة، دفعت جاهدة، وعلى الرمل البارد، وككل المخلوقات المتبرنسة في البراري، لوت عنقها إلى الخلف وهي تتابع قذفتها القوية لأشياء كثيرة، هدأت أحشاؤها الفائرة في

لحظة، سكن المكان، بحذر لفت حبوا، هالتها وهي تتفرس ما أخرجت من جوفها، صرخة قوية مزقت السكون الذي كان، تسمرت وجلا، وقفز الرجل خارج الحوش الحجري، يحك شعره الأشعث، ويلاحقها وهي عرقانة، لاهثة، وبعينيها المنهكتين، تحاول التدقيق فيه، تدنو منه، بتؤدة، كان صبيا علقت بجسيمه الصغير جدا، دماء وخيوط وأتربة، ابتسمت له، خطر ببالها غسل أطرافه الطرية، التقطته بحذر فائق، وقفت، انتعشت وغمرتها أحاسيس جديدة وهي تحمله باتجاه الوادي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 http://www.middle-east-online.com/?id=261035













 http://middle-east-online.com/?id=260883

Sample Video Widget