السبت، 21 يونيو 2014

رجل وامراة :زينب فهمي(رفيقة الطبيعة)

رجل وامراة :زينب فهمي(رفيقة الطبيعة)
مطروحان معا مند ساعات المساء الأولى. وكلما توغل الليل تكاثف حولهما ضوء مصباح السرير دلك حلمي.... وتلك يقضة العالم البائيس ›   رجل وامراة ‹  نحن ادن ننسج الحب من قديم.
لكن لا ابتسامتك التي احبها ولا همساتي التي تعشقها لا قبلاتي ولا ذراعاك ولا أحلامنا معا يمكن أن توازي دمعة واحدة يقتلعها الألم من عينين مدورتين ركبتا في هدا الوجه الحزين المغسول من كل انفعال.
لقد كان جميلا أن تعانق عيني صورتك كل يوم واحفظ تقاطيع وجهك قطعة قطعة إلا أن صورة واحدة قصصتها حديثا وخبرا تحتها مكتوبا انسياني فرحتي بك وكأنني ارجع بي الى التعاسة التي يولد بها كل كائن بشري   الى البكاء التلقائي الدي ولدت به في فمي   يوم كنت لا املك من أمل في الحياة سوى   لمسة يدي قابلتي الرحيمة .
من انت بعد الان ..من انا ؟ ففي حقيبة يدي الحب في اوراقك كما تعهده وصورتك وعلى ابتسامتك الرائعة التي احبها ترقد صورة الطفل دي العينين المدورتين   الطفل الدي كنا نحلم به مع فارق غير كبير   ان هدا الطفل الدي وضعوا تحته خبرا صغيرا-باكي العينين بلا اثر للدموع ... لعله هو نفسه الدي كنت احب ان تهبني اياه دات يوم والدي اصبحت الان اخشى  مجرد التفكير فيه فانا كائن ضائع لا املك شبر ارض هنا ولا هناك وان ملكته يوما فما قيمته حين ياتي الدور علي واحمل طفلي الجميل منك في حضني وافر به من الفزع لالقيه في الضياع   ..
 أأهرب به الى الجنوب ؟..الى الرمال الحارة الملتهبة حيت ادفنه واقتل بالزوابع الرملية نضراته في عينيه المفتوحتين اللتين تطلبان الحياة ؟ ام افر به الى الشمال حيث اغرقه واغطي بالامواج العاتية قصة الشعر الاسود على جبينه. واملا فمه  بالحتان القاتلة ؟ او تريدني قاصدة به الشرق اتخطى الاسلاك الشائكة .تنغرز في لحمه الاسمر اللدن وفي اعقابي نباح الكلاب   ودوي السلاح والتراب التطاير يلفنا يخنقنا.؟
اراني الان –قبل ان الد الطفل الاسمر- وقد لملمت ما املك من اثواب وجرجرت قدمي ابحث عن كوخ آمن لطفلك .لا نستهدف فيه لعواء الرياح تدرو ما قد اجمعه من وقود لأدفئ به شتاء طفلي واتعب في العثور على خيمة قصب احتمي بها من هجير الصيف الدي قد يذيب الأعصاب من طفلنا وينشف عروقي من دماء الامل واتخيل الضباب يلفني في منطقة ثلجية غريبة فانا ضائعة لا محالة   لا املك لطفلي شبر ارض   وحبك لي لا يكفي لاغداق الخير والمحبة على عالم كبير فيه كل هدا البؤس الدي اراه الان في عيني الطفل الاسمر الباكي بلا اثر للدموع .
انني لم اعد اريد طفلا يقتله الجوع وئيدا وئيدا .
وتموت عنه انت في معركة مصير لا تطول . وادور به انا   في دوامة حزن لا تقف   لا اريد ان الد الحياة واقتلها بيدي كما لا اريد ان يتشرد طفل ولدته انا   ولا ان اتالم لالام   مخلوق برئ لولاي ما قدفت به الاقدار الى عداب هدا العالم المهدد بالجوع والعري والتشرد .العالم الدي يضحك لمليون من الاقوياء .ويغرس بالمقابل مخالبه المسمومة في الف مليون من الغرباء في نفس اللحضات وبنفس الهدوء لقد مات هدا الطفل الدي تحت صورته خبر صغير وكان جائعا مشردا مريضا وماتت معه رغبتي في ان الد طفلا مدى الحياة
مات طفل اسمر بعد أن احترقت قدماه بالرمال الملتهبة بحثا عن مأوى ضاع من والديه في غفلة   فولد يموته شعور بالعجز يؤرقني يزهدني فيك احيانا يكشف لي عن تفاهة الساعات التي ضننتها خالدة من قبل .
صورة الطفل الشريد الجائع اليتيم دي العينين الباكيتين بلا اثر للدموع جعلتني انتهي من احلامي قبل ان اشرع في بعث الروح فيها معك.لن يحدث شئ ونحن-انا وانت- سنقبر احلامنا في مهدها بايدينا قبل ان تقبرها الحرب ..او الزلازل..او يقتلها بطش المادة..فما نحن غير صورتين مكررتين 
..نحن النسخة الرديئة ربما لملايين النسخ التي اتى عليها الزمن .. > رجل امراة <  انت وانا.وخلفنا اكواخ حقيرة يسكنها المرضى وامامنا عمارات شاهقة يقطنها الرياء ..انت وانا حلقة واهية في سلسلة الدهر لن يفتقدها ابدا..كنا نحلم بمستقبل لم ياتي ونبني قوق ركام ماض لا نتدكره , اما حاضرنا فهو هده الصورة التي تمثل طفلا ضائعا لا يملك املا ولو ضئيلا في العثور له على قبر ولم يكن يطمع في لمسة حنان ولو زائفة من يدين كيدي او يديك   ولم ينتظر لقمة خبز ولو يابسة من سنبلة غرسها ابواه فحفت قبل ان تنضج وتثمر.

نحن مثل هدا الطفل الدي في عثرت به في   الصورة .وتحته خبره ..وانت تصم ادنيك حتى لا تتعرف علي نغمة البؤس في صوته ..وانا اغمض عيني احلم بحياة الالهة متحاشية النظر الى بشاعة الحياة في حاضرنا البئيس..وطفلنا هو طفل الصورة لمادا لا يكون هدا الطفل لنا ؟ ولدناه قبل اليوم ..ان نولد نحن..ولدناه حينما كنا نعيش النسخة الاكثر وضوحا في هدا العالم.قبل ان نموت و تعود روحانا الى الحياة البئيسةفي هدين الهيكلين اللدين الفناهما اليوم ؟
الا تدكر انك قلت لي دات يوم:لقد كنت اشعر بنفسي اكبر سنا من اعوام طفولتي لم لا تكون روحك هي الاكبر سنا؟.
روحك التي كانت من قبل روح دلك الاب الدي مات تاركا الابن البئيس مرغما
ادن طفلنا هو من قديم.. وكنا عبثا نريد ان نعيد ولادته عن طريق احلامنا من جديد ..اي عداب يا حبيبي كنا بصدد خلقه؟اي بؤس؟ لعلك لن تحبني بعد..فقد انتهت مهمتي قبل ان تبدا..مات حلمي قبل ان يولد... !
وكانما شاخت روحي قبل ان تستهلك شبابها كله..
    لن الد طفلا.. والطفل البئيس موجود هنا وهناك في الصورة وفي الواقع..تائها في الصحراء.ضائعا في الغابات عاريا في الاحراش .مريضا في الاكواخ يتيما وحيدا على ضفاف المحيطات والبحار.

فاقتل احلامك حبيبي.. واقبر احلامي قبل ان تستبد بنا وتحملنا حملا على ان نزيد من حزن هدا العالم ونغتصب منه لقمة طفل شقي يحيا لنلقي بها في بطن طفل كنا نحلم به من قبل ...  !     

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 http://www.middle-east-online.com/?id=261035













 http://middle-east-online.com/?id=260883

Sample Video Widget